تأسست بلدية زوق مكايل سنة 1912 بطلب من الأهالي وفق قانون متصرفية جبل لبنان، وكان نظام المتصرفية قد حدَّد البلدية “هيئة أهلية محلية تنشأ تعيينًا أو انتخابًا”، واستلهم التجربة العثمانية في جعل البلدية وحدة إدارية مستقلة بنظامها وميزانيتها وصلاحيتها.

 

شجع المتصرف الأول داود باشا قيام البلديات في نطاق سلتطه محاولاً إصلاح جبل لبنان بعد نكسته الكبيرة سنة 1860. وسنة 1864 أطلق المتصرف أول تجربة بلدية في لبنان في دير القمر، نجحت فعمّمها في دوائر أخرى.

 

أعجبت التجربة أهالي زوق مكايل فرفعوا معروضًا رسميًّا إلى المتصرف مظفّر باشا بتأسيس “قومسيون” أو هيئة بلدية لإنهاض بلدتهم فتجاوب معهم بسرعة لأنه كان من مصلحي القانون البلدي.

 

المجالس البلدية التي تعاقبت في زوق مكايل تركت إرثًا ثمينًا من المحفوظات تؤرخ حراك المجتمع الزوقي في مئة سنة من العطاء وتراكم الخبرات والإنجازات الإنمائية المتعدّدة.

أنطون عبدالله باخوس أوّل رئيس معيّن

عيّن قائمقام كسروان، في كانون الأول 1912، أنطون عبدالله باخوس أول رئيس لبلدية زوق مكايل بناء على عريضة من أهالي القرية طالبوا فيها بإنشاء بلدية في نطاقهم الجغرافي تدير شؤونهم.

خليل حنا شاهين أول رئيس منتخب (1915-1916)

رغم ويلات الحرب العالمية الأولى إنتخب الزوقيون في كانون الثاني 1915 أول مجلس بلدي لهم برئاسة حنا خليل شاهين، وفق القانون الأكثري.

جمال باشا يسيطر على البلديات (1916-1917)

سنة 1916 انتخب الزوقيون أعضاء المجلس البلدي برئاسة أنطون عبدالله باخوس للمرة الثانية رئيسًا للبلدية ولكن هذه المرة بالإنتخاب وليس بالتعيين، وكان آنذاك جمال باشا يتحكم بعمل البلدية.

إسكندر سليمان نفاع رئيسًا (1917-1920)

في مطلع عام 1917 اجتمع المجلس البلدي المنتخب سابقًا واختار إسكندر نفاع رئيسًا له فواجه ما واجهه أسلافه من ويلات الحرب.تشدد في النظافة العامة، وفي عهده تعزز دور ``منادي البلدية`` في إبلاغ المناقصات والمزايدات.

فارس شيبان بويز (1920-1922)

صدّق القائمقام على تعيين فارس شيبان بويز رئيسًا للبلدية في 17 أيلول 1920.

ملحم أبي شاكر (1922-1928)

في 19 حزيران عينت سلطة الانتداب الفرنسي هيئة جديدة للقومسيون برئاسة ملحم شاهين أبي شاكر.

أنطون يوسف البويز (1928-1931)

استلم أنطون البويز رئاسة البلدية بدون ديون وكان نائبه جرجي نجم قبيطر يوقع عنه القرارات في أوقات غيابه عن الزوق.

يوسف أنطون نفاع (1931-1934)

في 14 كانون الأول 1931 وقّع يوسف أنطون نفاع أول معاملة رسمية كرئيس للبلدية.في عهده وسعت طريقا ``الإجر`` في حي التراب ومقابر حارة المير (شباط 1932) وأصلحت طريق ``شير الوادي`` تحت دير الراهبات اللعازارية وطريق كنيسة سيدة المعونات.

طنوس وهبه (1934-1940)

في 21 نيسان 1934 دعا قائمقام كسروان إلى انتخاب مجلس بلدي جديد في زوق مكايل فوصل إلى الرئاسة طنوس وهبه وترأس أول جلسة بلدية في 15 حزيران وكان نائبه يوسف نخول السلموني يوقع عنه في غيابه.

ألبير العظم (1941-1948)

في 13 آذار سنة 1941 حلّ قائمقام كسروان البلدية وقام بأعمالها، وشكل لجنة وصية رأسها ألبير العظم. وفي 26 نيسان سنة 1946 صدر مرسوم جمهوري ثبت ألبير العظم رئيسًا للبلدية.

رفول عواد (1948-1952)

في 18 نيسان 1948 رأس رفول عواد أول جلسة للمجلس البلديّ.

فيكتور أبي شقرا (1953-1954)

عقد المجلس البلدي اجتماعه الأول في 26 كانون الأول 1952 وانتخب الأعضاء بالإجماع فيكتور أبي شقرا رئيسًا.

الدكتور نجيب سعادة (1958-1959)

بناء على تعميم قائمقام كسروان في 21 كانون الأول 1954 لانتخاب رئيساً ونائباً له، دعا رئيس البلدية بالوكالة يوسف باسيل في 27 كانون الأول إلى جلسة للمجلس البلدي لانتخاب خلف له نائبًا أصيلاً لرئيس البلدية وللرئيس فيكتور أبي شقرا. فاز الدكتور نجيب سعادة رئيسًا بالإجماع وفيليب المدور بنيابة الرئاسة.

يوسف ساروفيم (1958-1959)

بحسب المحاضر البلدية ترأس يوسف ساروفيم البلدية سنتي 1958 و1959.

عودة نجيب سعادة إلى رئاسة البلدية (1959-1963)

عاد نجيب سعادة إلى رئاسة البلدية واكتفى في بداية الستينات بتصريف الأعمال حتى شهد العمل البلدي نهضة نسبية سنة 1962 كمدّ المجارير وتحسين الإنارة وتعبيد الطرق الداخلية، وقرر المجلس البلدي شراء سيارة شحن قلاب لنقل النفايات ``نظرًا لاتساع مساحة البلدة وارتفاع عدد بيوت السكن...``.

نهاد نوفل رئيس البلدية (1963-1998) - (1998-2004) - (2004-2010) - (2010-2016)

تسلّم المحامي نهاد الياس نوفل منصب رئيس بلدية زوق مكايل عام ١٩٦٣، وهو في العقد الثالث من العمر، فأسّس وبنى ورفع شأن بلدته إنمائيّاً وثقافيّاً حتى أصبحت لؤلؤة كسروان ومدينة من أجل السلام في العالم العربي عام ١٩٩٩.

 

تحدّى نهاد نوفل صعاباً جمّة في بلدٍ تعصف به الحروب وتكثر فيه التحدّيات وتجتاحه الويلات. ففي حين كان هذا البلد يتخبَّط بحروبه الداخليّة، ويهاجر قسم من أبنائه ويتحوّل الباقي إلى أشلاء، كان هو يبني القصر البلدي والأمبراطورية الآمنة والمسالمة. وفي ٢٥ آذار ١٩٧٦، إثر اندلاع الحرب الأهليّة اللبنانيّة، تحوّل القصر البلدي بديلاً من القصر الجمهوري، وأصبح مقرًّا لرئيس الجمهورية سليمان فرنجية بعد تعرّض قصر بعبدا إلى القصف المدفعي.كذلك كان هذا القصر مركز أول إتحاد بلدي في لبنان هو “إتحاد بلديات كسروان – الفتوح”.

 

رغم كل التغيرات السياسية والأمنية التي عصفت بالبلد، لم يتغير شعار نهاد نوفل يوماً: “لا للسياسة ونعم للإنماء”. فمن وتشييد القصرالبلدي، الحديقة العامة، إلى المستوصف البلدي الجامعي، والمدرج ذو الطابع الروماني، والمتاحف الثلاثة، والبيت الحرفي، وبيت الشباب والثقافة، وبيت الطفولة، ومجمّع نهاد نوفل للرياضة والمسرح، وترميم السوق العتيق، مشاريع إنمائيّة ذات طابع إجتماعي ومدى ثقافي محلّي ودولي خوَّلت زوق مكايل أن تحتل مكانة متقدّمة في الخريطة السياحية والثقافية في لبنان والشرق الأوسط.

 

إلى جانب هذه الإنجازات، تميّز نهج نهاد نوفل بالرؤية الصائبة والتخطيط والحكمة والجرأة. ففي عام ١٩٧٧ وقّع رئيس الجمهورية الياس سركيس ورئيس مجلس الوزراء سليم الحص على المرسوم رقم ٧٢٢ القاضي بتأسيس “إتحاد بلديات كسروان – الفتوح”، أوّل إتحاد بلدي في لبنان، فترأّسه نوفل من تاريخ تأسيسه حتى عام ٢٠١٦ من دون انقطاع، وهو كان قد أعدّ مشروع قانون البلديات الصادر في مرسوم اشتراعي سنة ١٩٧٧، والذي عُرِفَ باسم “قانون نهاد نوفل”، كما شارك في صياغة سائر القوانين والأنظمة البلدية (قانون الرسوم البلدية – مرسوم توزيع الصندوق البلدي المستقل – أصول المحاسبة في البلديات – قانون الاستملاك).

 

وبالإضافة إلى دوره الريادي كمحامٍ ضليعٍ في الشؤون البلدية، برز نوفل كباحث ومحاضر حول “اللامركزية الإدارية”، فاستحق أرفع الأوسمة اللبنانية كان آخرها وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر، ووسام الاستحقاق اللبناني المذهّب، ودكتوراه فخريّة في العلوم الاجتماعية من جامعة الروح القدس – الكسليك، كما نالت البلدية بشخصه جوائز عدة كجائزة الأونيسكو للعالم العربي، وجائزة أجمل المدن في الدول العربية. إتخذ المجلس البلدي برئاسة خلفه الياس البعينو في أول إجتماع له، قراراً بتعين المحامي نهاد نوفل رئيساَ فخرياَ للبلدية، كما أزاح الستار عن نصب له في باحة القصر البلدي في 26 نيسان 2019.

الياس البعينو رئيس البلدية (2016- ....)

في ١٦ أيار ٢٠١٦ فازت لائحة “نبض الزوق” برئاسة الياس البعينو بكامل أعضائها في الانتخابات البلدية. إنكب المجلس البلدي منذ اليوم الاول على العمل إحياءً للبشر والحجر.

 

فعلى الصعيد الإنمائي استعان الجهاز الهندسي في البلدية بأُخصائيين جيولوجيين لتحديد الأماكن والعمق الأنسب لحفر خمسة آبار أرتوازية بغية تصريف مياه الشتاء وتحويلها إلى الطبقات الجوفية بدل أن تصبّ في البحر. وقد أُنشئت غرف لتصفية المياه في المرحلة الأولى (Filtration) قبل تدفقها الى هذه الآبار. ف يسياق متصل، أُقيمت الإمدادات اللازمة لإنارة الطرق العامة التي جهّزت بأعمدة كهربائية مزوّدة بمصابيح LED ، كما تم وشق طرقات عديدة وتحديث البنى التحتية.

 

وعلى الصعيد الثقافي تم افتتاح متاحف البلدة الثلاثة، متحف الشاعر الياس ابو شبكة، متحف الاديب انطون قازان ومتحف النول بعد تصنيفها متاحف وطنية في مطلع شهر نيسان 2019، كما واكب المجلس البلدي تكثيف نشاطات بيت الشباب والثقافة من معارض وندوات ودروس في اللغات والمواد العلمية والموسيقى والرسم…

 

وفي الشق الإداري، كان للمجلس البلدي خطوة ريادية في تسهيل معاملات المكلفين وإعتماد الشفافية المطلقة عبر المكننة الكاملة، حيث حلت بلدية زوق مكايل ثانية في العالم العربي في اعتماد ال E-Municipality.

 

اما على الصعيد الرياضي، فقد تم تأهيل “مجمع نهاد نوفل للرياضة والمسرح” بحسب المواصفات العالمية لإتحاد كرة السلة، مما أهله أن يستضيف بطولة كأس آسيا للمنتخبات عام 2017، ونافذة من تصفيات بطولة العالم 2019.

 

وفي الشق الفني، تمت معالجة الترددات الصوتية في قاعة الحفلات في “مجمع نهاد نوفل للرياضة والمسرح” لتصبح أكبر صالة للموسيقى والفن في لبنان. وتم إفتتاحها في 27 نيسان 2019 في حفل موسيقي مع الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية وجوقة جامعة سيدة اللويزة.

 

اما على الصعيد الاجتماعي، وفي حين يشهد العالم تفككًا كبيرًا في العلاقات الإجتماعية والعائلية حيث أصبح أهل القرية الواحدة لايجتمعون إل افي الأحزان والأتراح فتمر الأيام والسنوات وتضمحل معها أواصر تلك العلاقات الطيبة، ارتأى المجلس البلدي برئاسة بعينو ان يكرس السبت الاول من شهر ايلول عيدًا للبلدة يجتمع فيه الكبير والصغير والكهل والفتى، فيكنف حجارة مدرجها الروماني. يجتمعون ليحييوا أمجاد الزوق عزفًا وغناء، ويستعيدوا تراثها في عشاء إلفة ومحبة.